فيلم “العم فرانك”.. دراما شخصية جديدة من ذاكرة آلان بول

بول بيتاني وصوفيا ليليس وبيتر مقدسي في فيلم "العم فرانك" | أمازون برايم فيديو

يعود السيناريست والمخرج آلان بول إلى عالم السينما مجددًا من الجانب الشخصي لعلاقته التي نشأت مع عائلته، وبالأخص والده عندما كان صغيرًا، من بوابة فيلمه السينمائي الجديد العم فرانك/Uncle Frank الذي عرض لأول مرة على شبكة أمازون برايم الرقمية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وشارك في بطولته كلًا من بول بيتاني، صوفيا ليليس، ستيف زان، جودي جرير، مارغو مارتينديل، وأخيرًا بيتر مقدسي وهو من الأسماء التي شاركت في إنتاج الفيلم كذلك.

تلعب ليليس دور بيث الفتاة الريفية والمراهقة الذكية التي نشأت داخل منزل قديم في ولاية كارولينا الجنوبية في أواخر الستينيات، وهي إلى جانب هذه الشخصية التي تتمتع بها، تحتفظ باحترام يشبه “التقديس” لعمها فرانك الذي يلعب دوره بيتاني، وهو رجل “غير متزوج وغير تقليدي”، ترك منزل عائلته من أجل الانتقال إلى نيويورك ليصبح أستاذًا في الأدب في جامعتها، وتنظر إليه بيث دائمًا على أنه مصدر إلهام له دور بدفعها لقراءة الكتب.

حياة العم فرانك التي تظهر في الفيلم مجهولة بالنسبة لعائلته المقيمة في منطقة كريكفيل في الجنوب الأمريكي، تبدأ بالانفتاح تدريجيًا على بيث بعد انتقالها إلى نيويورك للدراسة في جامعتها حيث يعمل عمها مدرسًا، وبعد إعادتها التواصل مع فرانك مرة أخرى، يبدأ ينتابها شعور بالحيرة بسبب وجود رجل يقيم مع العم فرانك كشريك في المنزل ذاته، ويلعب دوره مقدسي بشخصية الشاب العربي وليد، القادم من السعودية، حيثُ يخبر عائلته بأنه متزوج بامرأة، مما يجعل من الحياة العائلية لوالي وفرانك متشابهة، إذ بينما الأول هارب من دولة تحارب الرجال الكويريين الذين يكشفون عن هويتهم الجنسية، فإن فرانك هجر عائلته الجنوبية التي لديها رهاب الكويريين والعنصرية معًا.

تبدأ بيث بعد انتقالها إلى نيويورك بالشعور أن العم فرانك لديه حمل ثقيل يحتفظ به لنفسه، كما يصف الحبكة الدرامية للفيلم الناقد السينمائي بيتر برادشو في مراجعته التي نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية، والذي سيكون سببه والد فرانك الذي يلعب دوره ستيفن روت بشخصية دادي ماك الرجعي نتيجة عداءه للكويريات والكويريين، حيثُ يضطر العم فرانك في النهاية أن يعود إلى كارولينا الجنوبية لحضور مراسم دفن والده.

يعيش فرانك ووالي في الفيلم حياة عائلية متشابهة، إذ بينما الأول هارب من دولة تحارب الرجال الكويريين الذين يكشفون عن هويتهم الجنسية، فإن فرانك هجر عائلته الجنوبية التي لديها رهاب الكويريين والعنصرية معًا

في مراجعة الناقد السينمائي جوني أولكسينسكي التي نشرت في مجلة نيويورك بوست الأمريكية يتحدث عن النقلة التي حصلت في الفيلم بعد وفاة والد فرانك غير المتوقعة، إذ يستعيد فرانك خلال رحلة العودة لحضور مراسم وفاة والده ذكريات المراهقة التي سببت له صدمة عاطفية، مشيرًاً إلى أنه من بين المشاهد التي ذكّرت فرانك بسنوات مراهقته، عندما يظهر في أحدها كول دومان الذي يلعب دور فرانك في سنوات المراهقة إلى جانب مايكل بيريز الذي يلعب العاشق السري سام، تذكر بالعلاقة الثلاثية بين نيت وديفيد وروث في مسلسل ستة أقدام تحت الأرض/Six Feet Under، من حيثُ أن الشيء ذاته ينطبق على الثلاثي في العم فرانك.

يقول برادشو في مراجعته للفيلم إن شخصية دادي ماك المعادية للكويريين لم تخرج عن الإطار العام لمثل هذه الأنواع من الأفلام الدرامية الكوميدية، إلا أن الاهتمام الأكبر يكمن في السؤال عن كيفية قيام بول مخرج العمل بتحويل مجموعة من التجارب الشخصية التي عاشها مع أسرته إلى أفلام سينمائية، متسائلًا عن كمية التجارب التي استخدمها من حياته الشخصية، كما الحال مع فيلم جمال أمريكي/American Beauty الذي فاز بخمسة جوائز أوسكار من أصل ثمانية في الدورة الـ72، أو في العم فرانك الذي هو موضوع حديثنا.

ويضيف برادشو في مراجعته مشيرًا إلى أن بول يميل في فيلمه الجديد العم فرانك إلى التركيز على ثلاثية الشعور بـ”القمع، الجنس، والذَنْب”، مشيرًا إلى أن العم فرانك لا يملك تلك البراعة غير المباشرة التي قدمها بول في جمال أمريكي أو في ستة أقدام تحت الأرض، لكن شخصية العم فرانك التي جسدها بيتاني كانت قوية ومقنعة جدًا.

 


مينا سبوت

التاريخ: 19 مارس 2021










الرابط المختصر: