عملت المخرجة إيمي ج. بيرغ سرًا لأكثر من عامين مع الممثلة إيفان رايتشل وود على فيلم وثائقي يسرد حياتها كممثلة وناشطة، بالإضافة إلى اتخاذها قرار الادعاء على الموسيقي مارلين مانسون متهمة إياه بـ”إساءة معاملتها” أثناء علاقتهما عندما كانت صغيرة.

مجلة فارايتي الأمريكية قالت في تقرير – ترجمه فريق مينا سبوت بتصرف – إن فيلم بيرغ، المرشحة لجائزة الأوسكار، الذي يحمل عنوان Phoenix Rising سيحصل بجزأيه على عرضه الأول في مهرجان صندانس السينمائي الذي سيكون من 20 حتى 30 يناير/كانون الثاني، على أن يتم عرضه بعد ذلك على خدمة البث الأمريكية HBO، ومن المتوقع أن يكون متاحًا أيضًا على خدمة HBO MAX.

كانت وود قد اتهمت مانسون لأول مرة بالعنف المنزلي أثناء علاقتمها في منشور لها عبر حسابها على تطبيق أنستغرام للتواصل الاجتماعي في 2021، وذلك بعد إصدار ولاية كاليفورنيا قانون فينيكس/Phoenix Act، وهو مشروع يمدد قانون التقادم على العنف المنزلي من ثلاث إلى خمس سنوات.

وفيما رفض ممثل مانسون التعليق على أسئلة فارايتي، فإن الأخير نفى الاتهمات التي وجهتها إليه وود، لكنها فتحت الباب أمام مجموعة من النساء اللاتي اتهمن الموسيقي الأمريكي بالاعتداء الجنسي والعنف، ولاحقًا ألغت العلامة التجارية التي يمثلها مانسون اتفاقيتها معه، بالإضافة إلى اتخاذ وكلائه ومسؤولي الدعاية المتعاون معهما قرارًا مماثلًا.

فارايتي نقلت عن بيرغ في مقابلة أنها كانت على معرفة بوود منذ سنوات، مضيفة أن وود تواصلت معها بشأن الفيلم الوثائقي في 2019، لكن بيرغ شعرت حينها أنها ليست مستعدة لتولي مهام الإخراج، وقررت بدلًا من ذلك مساعدتها في تصوير حملتها الداعمة لقانون فينيكس في كاليفورنيا، وحاولت كذلك مساعدتها على إيجاد أسماء لتولي إخراج الفيلم، قبل أن تغير قرارها بعد دخول العالم مرحلة الإغلاق الكبير بسبب الجائحة العالمية في 2020.

وترى بيرغ أن الفيلم الوثائقي “لم يكن مرتبطًا بمارلين مانسون وعالمه”، إنما كان قصة عن إيرين بروكوفيتش، في إشارة للناشطة البيئية التي دخلت في نزاع قضائي مع شركة باسيفيك للغاز والكهرباء في كاليفورنيا، وأضافت بيرغ أنها أرادت سرد قصة عن تمكين الأشخاص في النزاعات القانونية، والذي من شأنه أن يقدم الدعم للنساء والرجال الذين يجدون أنفسهم في مواقف سيئة.

وأشارت بيرغ إلى أنها كانت تعمل مع وود على تصوير مقابلات مع عدد من النساء الناجيات قبل أن تذكر وود اسم مانسون في منشورها، حيثُ كان الفريق يضم طاقمًا صغيرًا نظرًا للقيود التي فرضتها الجائحة العالمية.

وحصلت خدمة HBO على الحقوق الحصرية للفيلم في 2020، وبعدها بأشهر قررت وود توجيه الاتهامات لمانسون بالتزامن مع إصدار ألبومه الجديد، مما دفع بالاتهامات التي وجهت إليه قبل أعوام إلى الظهور مجددًا، في حين بدأ الجمهور بدعم وود على منصة تويتر للتواصل الاجتماعي، بحسب ما تقول بيرغ، التي تضيف أن الجمهور كان على علم أيضًا بالتحقيق الذي فتحه مكتب التحقيقات الفيدرالية ضد مانسون، وبدأ بالاستماع لشهادات النساء اللاتي يتهمنه بالاعتداء الجنسي والعنف.

وقالت بيرغ إن اسم مانسون جعلهم يحصلون على قصة أكبر مما كانت متخيّلة، لذلك أصبح الفيلم الوثائقي مكونًا من جزأين، حيثُ سينتهى الجزء الأول من الفيلم عند استماع مكتب التحقيقات لشهادات النساء ضد مانسون، مع التركيز على قرار وود المضي قدمًا برفع الدعوى القانونية ضده بالاستناد إلى قانون فينيكس، وما يمكن أن ينجم من عواقب عن اتخاذها لهذا القرار.

ويوصف فيلم Phoenix Rising بأنه صورة كاملة عن حياة وود، حيثُ تبحث القصة في حياتها الأسرية، ودخولها عالم التمثيل عندما كانت لا تزال طفلة صغيرة، وكيف تم إجبارها على البلوغ في صغرها عندما كان عمرها ـ13 عامًا، ووصفت بيرغ قصة الفيلم بأنها “شخصية جدًا” نظرًا لصراحة وود في روايتها للأحداث.