من المتوقع أن يعلن مهرجان كان السينمائي الفرنسي، يوم الخميس القادم، عن ملامح برنامج أولى دوراته منذ جائحة فيروس كورونا الجديد، بالإضافة إلى إعلانه عن اللائحة الرسمية المرتقبة للأفلام المؤهلة للمشاركة في مسابقة أكبر حدث للفن السابع في العالم، والتي يبدو أنها ستكون بحضور نجمات ونجوم السينما على مستوى العالم.
وبحسب ما أشارت وكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس) فإن نسخة المهرجان الحالية ستقام من يوم 6 إلى يوم 17 يوليو/تموز من العام الجاري، في قصر المهرجانات عند جادة لاكروازيت، بحضور آلاف العاملات والعاملين في قطاع السينما على مستوى العام، حيثُ سيعودن للالتقاء مجددًا بعدما فرضت جائحة كورونا العالمية على إدارة المهرجان الفرنسي إلغاء نسخة العام الماضي من المهرجان الذي نظم لأول مرة في عام 1946.
وأوضحت الوكالة الفرنسية أنه في حال استمرت عملية رفع القيود وفق ما تخطط له الحكومة الفرنسية، فإنه من المفترض ألا تحدد سقفًا لعدد الحضور في الصالات، لكن سيكون على الراغبات والراغبين في مشاهدة الأفلام تقديم بطاقة صحية تثبت تلقيهم لقاح فيروس كورونا أو نتيجة سلبية لفحص الفيروس السريع.
وأضافت فرانس برس بأن منظمي المهرجان سيجيبون خلال مؤتمرهم الصحفي التقليدي الذي يعقدونه في إحدى دور السينما عند جادة الشانزليزيه في باريس، يوم الخميس القادم، عن الكثير من الأسئلة التي تتعلق على سبيل المثال لا الحصر بالنجمات والنجوم الذي سيصعدون درجات قصر المهرجانات، بالإضافة لإجابة المنظمين على الأسئلة المرتبطة بكيفية التوفيق بين الكمامات وأزياء النجمات والنجوم على السجادة الحمراء، وبين التدابير الصحية وحفلات الكوكتيل.
وكان تييري فريمو، المندوب العام لمهرجان كان، قد أكد مشاركة ثلاثة أفلام من أصل ألفي فيلم في نسخة المهرجان الفرنسي الحالية، وذلك بعد موافقة لجنة التحكيم عليها، ويرأس لجنة التحكيم للنسخة الحالية المخرج سبايك لي، وهو أول مخرج أمريكي من أصل إفريقي يتولى هذه المهمة.
وبحسب ما نقلت فرانس برس فإنه سيكون افتتاح النسخة الحالية من المهرجان الفرنسي سيكون مع فيلم أنيت/ Annette للمخرج الفرنسي ليوس كاراكس، وهو من بطولة ماريون كوتيار وآدم درايفر، بالإضافة لفرقة سباركس الأمريكية الشهيرة التي قامت بكتابة السيناريو والتأليف الموسيقي للفيلم، كما تأكدت مشاركة فيلم بينيديتا/ Benedetta للمخرج الهولندي بول فيرهوفن، والذي يُرجح أن يحدث ضجة بسبب قصته التي تسرد خيوط حياة راهبة مثلية الجنس في القرن الـ17، والتي تؤدي شخصيتها فيرجيني إيفيرا.
وكذلك تم تأكيد مشاركة الوفد الفرنسي/ The French Dispatch للمخرج الأمريكي ويس أندرسون، الذي صور في أنغوليم (جنوب غرب فرنسا) وكان جاهزًا للمشاركة في نسخة المهرجان للعام الماضي، وقد تحضر النجمات والنجوم المشاركون في نسخة المهرجان للعام الجاري على البساط الأحمر، والذي سيكون حاضرًا منهم بيل موراي، تيلدا سوينتون، تيموتيه شالاميه، أدريان برودي، ليا سيدو، وماتيو أمالريك.
ومن شبه المؤكد أن يكون الإيطالي ناني موريتي الفائز بالسعفة الذهبية عام 2001 حاضرا من خلال فيلمه ثلاثة طوابق/ Tre piani، كما من المتوقع أن يكون من الأفلام الحاضرة في السباق إلى جائزة السعفة الذهبية، فيلم مأساة ماكبث/ The Tragedy of Macbeth، وهو فيلم مصوّر بالأبيض والأسود من إخراج جويل كوين، أكبر الأخوين كوين، ويشارك في بطولته دينزل واشنطن، إلى جانب فرانسيس ماكدورماند، الحائزة على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة في دور رئيسي للعام الجاري.
وكذلك من المتوقع أن يكون حاضرًا بين قائمة الأفلام المتنافسة نسخة المهرجان الفرنسي الحالية، فيلم ميموريا/ Memoria للمخرج التايلندي أبيشاتبونغ ويراسيتاكول، الحائزة على السعفة الذهبية في العام 2010، عن فيلمه العم بونمي الذي استطاع تذكر حياته السابقة/ Uncle Boonmee Who Can Recall His Past Lives، وهو أول فيلم ناطق باللغة الإنكليزية يقوم بإخراجه ويراسيتاكول.
وقالت فرانس برس إن النسخة الحالية من المهرجان السينمائي العالمي قد تشهد عودة الممثلة الفرنسية كاترين دونوف في فيلم في حياته/ De son vivant، أو ربما تتضمن اللائحة أحدث فيلم للمخرجة جين كامبيون الذي يحمل عنوان قوة الكلب/The Power of the Dog ، وهي المخرجة الوحيدة الفائزة بالسعفة الذهبية للمهرجان، وذلك عندما فازت بالجائزة في العام 1993 عن فيلمها البيانو/The Piano، وأيضًا قد يكون من بين الأفلام المشاركة، لكن ربما خارج المنافسة على جوائز المهرجان، أحدث أفلام سلسلة العميل البريطاني جيمس بوند لا وقت للموت/No Time to Die، أو فيلم أبديون/Eternals، وهو أحدث أفلام المخرجة الأمريكية من أصول صينية كلوي تشاو، الحائزة على جائزة الأوسكار لأفضل مخرجة أو مخرج للعام الجاري عن فيلمها رحالة/Nomadland.
ولفتت فرانس برس إلى استمرار الشكوك المرتبطة بجائحة كورونا العالمية في الإلقاء بظلها على تنظيم المهرجان، وذلك على الرغم من أن مؤشرات الوباء في فرنسا في الوقت الراهن تحمل على الاعتقاد بأن الصيف سيكون هادئًا ، إلا أن ذلك لا يغني عن إجراءات صحية سيلعن عنها منظمي المهرجان خلال مؤتمرهم الصحفي بعد أقل من ثلاثة أيام، مضيفة بأنه من المحتمل أن يكون المؤتمر الصحفي أيضًا فرصة للمهرجان لتوضيح مشاريعه والتزاماته من حيث تعزيز المساواة والتنوع وحماية البيئة، وهي مواضيع أصبحت الآن ضرورية لقطاع السينما الترفيهية العالمية.