قبل أن يحصل على جائزة الأوسكار عن فئة أفضل سيناريو مقتبس عن فيلم الكوميديا الأرنب جوجو/ Jojo Rabbit أو حتى تولي مهام إخراج أخد أفلام مارفل أستديو عن الأبطال الخارقين، كان المخرج تايكا وايتيتى يواجه مشكلة دائمة عندما يريد تطوير فيلم عن مجتمع شعوب الماوري من السكان الأصليين في نيوزيلندا، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية.
يقول وايتيتي متذكرًا إن أفلامه الأولى قوبلت “بردود فعل سلبية” لأنها لم تكن تملك “خصوصية ثقافية كافية”، موضحًا أن ما كانوا يريدون مشاهدته عن مجتمعات السكان الأصليين، كان يتمثل بـ”ركوب الحيتان، التحدث إلى الأشجار، عزف المزامير على قمم الجبال، التحدث مع الأشباح، سماع الحكايا من الجدات”، مضيفًا بأن “هذا كل شيء”، في إشارة إلى القصص السينمائية التي تتحدث عن السكان الأصليين.
الآن بعدما أصبح وايتيتى واحدًا من المخرجين الأكثر طلبًا في هوليوود، مع إخراجه فيلم ثور: راغناروك/ Thor: Ragnarok، وكذلك فيلم “الأرنب جوجو”، إضافة إلى عمله على فيلم جديد مقتبس من سلسلة حرب النجوم/Star Wars يصدر في عام 2025، فإن وايتيتي يرى بأن الفرصة أصبحت متاحة “لتغيير تلك التوقعات”.
وتشير الوكالة الفرنسية إلى أن النتيجة التي وصل إليها وايتيتي كانت مسلسل الكوميديا كلاب الحجز/Reservation Dogs الذي تدور أحداثه في إحدى البلدات الريفية التي يقطنها السكان الأصليين في ولاية أوكلاهوما.
حيثُ قام وايتيتي بإنشاء وكتابة قصة “كلاب الحجز” مع المخرج ستيرلين هارجو، أحد أبرز صانعي الأفلام عن سكان السيمينول الأصليين، وتراث الموسكوجي، وهو اتحاد بين مجموعة من ذوي الصلة للشعوب الأصلية في جنوب شرق الغابات في أوكلاهوما.
مسلسل الكوميديا “كلاب الحجز” الذي يبدأ عرض أولى حلقاته على خدمة هولو، يوم غد الاثنين، يتتبّع قصة مجموعة من المراهقين من سكان أمريكا الشمالية الأصليين الذين يحاولون الخروج من بلدتهم الصغيرة إلى ولاية كاليفورنيا التي ينظرون إليها على أنها “أرض الأحلام” من خلال إنشائهم عصابة للسرقة والاحتيال لجمع المال اللازم لذلك.
وعلى الرغم من أن وايتيتي ولد على بعد سبعة آلاف ميل في النصف الآخر من الكرة الأرضية، فإنه وجد مع صديقه القديم هارجو أن قصة نشأتهما في مجتمعات السكان الأصليين “متشابهة تمامًا”، فهو يرى في حديثه لنقابة نقاد التلفزيون في لوس أنجلوس أن “النظام القوي للثقافة الشعبية”، كان جزءًا من تلك النشأة التي جمعت بين التقاليد الشعبية المتوارثة عبر الأجيال، لافتًا إلى وجود “الكثير من المرح في مجتمعات (السكان الأصليين)، وكذلك الكثير من المهرجين”
ويعتمد مسلسل “كلاب الحجز” على تجارب هارجو المولود في أوكلاهوما بشكل كبير، وفيما كانت النية لدى وايتيتي بأن يشارك في إخراج المسلسل أيضًا، فإنه اكتفى لاحقًا بالمشاركة في كتابة القصة، والمساعدة في إنهاء المسلسل التلفزيوني.
ومثل وايتيتي، كان هارجو قد بدأ يشعر بالانزعاج من تصريحات المنتجين الهوليووديين بأن “أفلام السكان الأصليين لا تباع”، وأنه لا يمكن إنتاج الأفلام بدون ممثلات وممثلين مشهورين، لافتًا إلى أن منصات البث المباشر والتلفزيون غيرت ذلك.
ووفقًا لخدمة البث هولو فإن مسلسل “كلاب الحجز” تم تصويره كاملًا في محمية موسكوجي الوطنية في شرق (الغابات) أوكلاهوما، مشيرةً إلى أن الكوميديا التي تبلغ مدتها نصف ساعة هي أول عرض تلفزيوني يبث على خدمة الكابل يكون كامل طاقمه من السكان الأصليين، بما في ذلك فرق التمثيل، الكتابة، والإخراج.
وكانت دراسة سنوية مرموقة صدرت في أبريل/نيسان الماضي، قد أظهرت أن هوليوود حققت تقدمًا كبيرًا في تمثيل الأقليات العرقية والنساء على الشاشة، وأرجعت الدراسة سبب ذلك إلى الميزانية المنخفضة لدى منصات البث أولًا، وتأجيل الإصدارات الرئيسية بسبب جائحة كوفيد-19 العالمية.