افتتح مهرجان كان السينمائي عروض اليوم الثامن (أول أمس الثلاثاء) بتقديمه فيلم الدراما الإيراني بطل/ A Hero للمخرج الإيراني أصغر فرهادي، والذي استبق فرهادي عرضه الأول لـ”بطل” في المهرجان العالمي بحضور جلسة التصوير الترويجية للفيلم مع الصحفيين، والتي شارك فيها إلى جانب فرهادي أبطال الفيلم سارينا فرهادي، وأمير جديدي، إلى جانب المنتج ألكسندر ماليت جي.
ويعود فرهادي إلى المنافسة على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي بعد تجربته الأخيرة مع الفيلم الناطق باللغة الإسبانية الجميع يعلم/ Everybody Knows الذي حصل على آراء متباينة في المراجعات النقدية، حيثُ اختار العودة في “بطل” لرواية قصة عن المجتمع الإيراني التي يسود بين أفراده انعدام الثقة، وفقًا لتقرير من إعداد وكالة الأنباء الفرنسية.
يروي الفيلم قصة رحيم المسجون بسبب تخلفه عن تسديد ديون مستحقة عليه إثر شكوى من شقيق زوجته السابقة؛ وبضربة حظ، تعرض عليه شريكته أن تسدد قرضه بعملات ذهبية من حقيبة وجدتها في الشارع، وذلك بعد خروجه من السجن لقضاء عطلة مدتها يومين.
وبعدما أغوته الفكرة في بادئ الأمر، يستفيق ضمير رحيم ويدفعه إلى بذل قصارى جهده للعثور على صاحب الحقيبة، وبعد علمه بهذه البادرة، يعمد مدير السجن الساعي إلى طمس موجة الانتحار بين السجناء، إلى نشر القضية إعلاميًا، غير أن مستخدمين للشبكات الاجتماعية يشككون في صحة الرواية، ما يحوّل رحيم من بطل إلى منافق بنظر المجتمع بين ليلة وضحاها.
وبحسب الوكالة الفرنسية فإن “بطل” يصور العقبات التي تعوق مسيرة تقدم المجتمع الإيراني، من المنحى النقدي الجامح على شبكات التواصل الاجتماعي إلى عقوبة الإعدام مرورًا بنظام السجون والبيروقراطية، من خلال استعراضه طريقة عمل المجتمع الإيراني الذي يمنع أبناءه، بمن فيهم رحيم، من المضي قدمًا.
وقال فرهادي خلال مؤتمر صحفي قدم فيه فيلم “بطل” في المهرجان العالمي: “هناك طريقتان للتعامل مع هذه الموضوعات: إما أن يوجه المرء نقدًا مباشرًا، وإما أن يحلل المجتمع وينتقده” من خلال قصة، ومضى فرهادي مضيفًا: “بالنسبة إلى البعض انتقاد المجتمع لا يعني انتقاد النظام. لكن كل شيء مترابط”، وتابع قائلًا: “لست شخصًا يهوى التعبير عن نفسه من خلال إثارة الفضائح. أفضل تحريك الفكر والحس النقدي عبر أفلامي، إنه خياري وأسلوب التعبير الذي اخترته”.
وكان فرهادي قد حقق نجاحًا عالميًا بعد عرض فيلم انفصال/ A Separation في عام 2011، والذي يروي قصة طفلة تدفع ثمن طلاق والديها، وحصد الفيلم عدة جوائز، من بينها جائزة الأوسكار عن فئة أفضل أجنبي، بالإضافة إلى جائزة غولدن غلوب عن الفئة نفسها، وجائزة سيزار الفرنسية أيضًا عن فئة أفضل فيلم أجنبي، وجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي.
وكان فرهادي قد حصل على جائزة الأوسكار عن فئة أفضل أجنبي للمرة الثانية في عام 2017، عن فيلمه البائع/ The Salesman الذي تدور قصته حول زوجين من الممثلين يبتعدان عن بعضهما البعض عندما يمثلان مسرحية “موت بائع متجول” للكاتب المسرحي الأمريكي الشهير آرثر ميلر، كما حصل الفيلم عينه على جائزة السعفة الذهبية عن فئة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي في عام 2016.
وقالت مجلة فارايتي الأمريكية في تقرير سابق إن شركة أمازون أستديو اشترت حقوق عرض فيلم “بطل” في الولايات المتحدة الأمريكية، بدون أن تحدد الموعد الأول للعرض عبر خدمة أمازون برايم فيديو حتى لا يتضارب مع موسم جوائز 2021 – 2022، لينضم بذلك إلى أفلام فرهادي التي تملك حقوقها أمازون أستديو في الولايات المتحدة.