قبل أن يصبح الممثل مايكل كيتون الرجل الوطواط في فيلم المغامرة والحركة الرجل الوطواط/Batman الذي صدر في العام 1989، كانت بداياته في السينما مع فيلم الدراما رصين ونظيف/ Clean and Sober الذي صدر في العام 1988، ويتناول الإقبال الجنوني على إدمان المخدرات في الولايات المتحدة خلال ثمانينات القرن العشرين.
لكن، وبعد أكثر من ثلاثة عقود على صدور فيلم “رصين ونظيف” يشارك كيتون في مسلسل يدور حول موضوع مماثل هو دوبسيك/ Dopesick، وهو مسلسل درامي تلفزيوني عن أحدث “وباء مخدرات” في الولايات المتحدة وهي أزمة المواد الأفيونية.
والمسلسل الذي ستكون حلقاته الثلاث الأولى متاحة للجمهور عبر خدمة البث الأمريكية هولو اعتبارًا من يوم الغد (13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري) يستند إلى كتاب بيث مايسي غير االروائي “دوبسيك: التجار والأطباء وشركة الأدوية الذين جعلوا أمريكا مدمنة”، الذي شارك في كتابة حلقات السلسلة التلفزيونية الثمانية إلى جانب الكاتب داني سترونج، بينما تولى مهام الإخراج بمعدل حلقتين لكل اسم: مايكل كويستا، باري ليفنسون، باتريشيا ريغن، وكذلك سترونج.
وبحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية فإن مسلسل “دوبسيك” يثير كيفية تسويق شركة بوردو فارما الواسع لدواء أوكسيكونتين الذي تنتجه، وهو مسكن للألم يتسبب بإدمان شديد يلقى باللوم عليه في أزمة المواد الأفيونية التي تسببت بوفاة نصف مليون شخص في الولايات المتحدة بسبب جرعات زائدة منذ العام 1999.
وأقر مسؤولو بوردو فارما العام الماضي بأن الشركة مذنبة فعلًا فيما يتعلق بالتهم الجنائية الموجهة إليها، ومنها الاحتيال على هيئات الصحة الفدرالية من خلال الإقلال من أهمية الطبيعة الإدمانية للأدوية، ودفع رشاوى غير قانونية للأطباء، وقبل شهر تقريبًا تمت المصادقة القضائية على خطة إفلاس الشركة، والتي كان من ضمنها الموافقة على دفع 4.5 مليار دولار للضحايا والمؤسسات المتضررة مقابل حصول مالكي الشركة من عائلة ساكلر على الحصانة.
الوكالة الفرنسية نقلت عن الصحفي مايسي المقيم في فرجينيا أن الضحايا العاديين ومنهم نجوم كرة قدم في المدارس الثانوية والأمهات من الطبقة المتوسطة يتركزون بمعظمهم في منطقة أبالاتشي بشرق الولايات المتحدة التي تُعتبر بؤرة للوباء.
إذ أنه، على عكس العقود الأولى من الحرب على المخدرات التي ركزت على حبس متعاطي المخدرات، فإن المواد الأفيونية باتت “سببًا لنحو 70 بالمائة من كل الجرعات الزائدة التي سجلت العام الفائت”، على حد قول روزاريو داوسون التي تشارك في بطولة المسلسل بدور بريدجيت ماير المحققة المتخصصة في مجال مكافحة المخدرات.
أما كيتون فإنه يشارك في مسلسل “دوبسيك” بدور صمويل فينيكس، وهو طبيب في بلدة صغيرة تضم مناجم، حيثُ يتعاون مع داوسون على حجم كشف حجم الأزمة المتفاقمة، وبحسب الوكالة الفرنسية فإن كلاهما عبارة عن مزيج من العديد من الأشخاص الواقعيين الذين قابلهم مايسي، حيثُ تتولى كايتلين ديفير دور بيتسي مالوم، وهو من الأدوار الرئيسية حيثُ تؤدي دور عاملة مناجم يوصف لها عقار أوكيسكونتين بعد إصابتها في ظهرها.
وكان سترونج الذي يشارك كمنتج في مسلسل “دوبسيك” قد أشار إلى أن الهدف من هذا المسلسل هو “عرض هذه القصة على نطاق واسع”، وتابع مضيفًا لم أصدق ما فعلته هذه الشركة، وكيف تمكنت من الاستمرار في ذلك مرارًا وتكرارًا على مدى سنوات، غير آبهة بما كان يحدث”، وتابع واصفًا القصة بأنها “صادمة”، ومضى في القول موضحًا: “لم أستطع إخراجها من رأسي”.