بعد أداء دانييل كريغ شخصية العميل البريطاني الشهير جيمس بوند في أحدث أفلام السلسلة لا وقت للموت/ No Time to Die الذي ينطلق عرضه الأول في بريطانيا اليوم 28 سبتمبر/أيلول الجاري، على أن يبدأ عرضه في الولايات المتحدة في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول القادم، فإن السؤال الذي بدأ يتم تداوله في الوقت الراهن يدور حول هوية الوريثة أو الوريث لهذه الشخصية الشهيرة على الشاشة الكبيرة.

وكالة الأنباء الفرنسية قالت في تقرير لها إن إيجاد بديل لكريغ في هذا الدور لن يكون بالمهمة السهلة، بعدما احتفظ بهذا الدور خلال السنوات الـ15 الأخيرة، وذلك منذ ظهوره الأول في فيلم كازينو رويال/ Casino Royale الذي يعتبر الجزء الـ21 من السلسلة السينمائية، وصدر في عام 2006.

إذ أنه في الأفلام الخمسة التي أدى فيها دور كريغ العميل 007/جيمس بوند، بما في ذلك سكايفول/ Skyfall الذي صدر في العام 2012، وكذلك سبيكتر/ Spectre الذي صدر في العام 2015، فإن الممثل البريطاني نجح في ترك بصمته الخاصة على هذه الشخصية من دون الابتعاد عن الركائز الأساسية التي أرساها مبتكرها الكاتب إيان فليمنغ قبل سبعة عقود.

في حديثه للوكالة الفرنسية يرى لوران بيريو المتخصص في مغامرات جيمس بوند أن كريغ “ارتقى بالجانب الإنساني من الشخصية” مركزًا على فكرة جيمس بوند الرجل “صاحب المصداقية والذي يشك ويخاف والقاتل غير المجرد من الأحاسيس”.

وبعد عام على وفاة شون كونري الذي عرّف جمهور السينما في العالم على هذه الشخصية للمرة الأولى في ستينات القرن العشرين من خلال تجسيده كبطل يفيض بالرجولة لحد المبالغة، عاد البحث عن جيمس بوند الجديد إلى الواجهة مرة أخرى، لكن السؤال الذي يدور حاليًا هل سيغتنم المنتجون الفرصة ليخطوا خطوة إلى الأمام نحو التنوع وصولًا إلى إسناد الدور لامرأة والابتعاد كليًا عن القوالب الموضوعة في كتابة إيان فليمنغ؟

حول هذا الأمر يوضح غيوم إيفين مؤلف مجموعة من الكتب عن جيمس بوند قائلًا: “على الورق، يجب إن يكون الممثل صاحب دور جيمس بوند شابًا وقويًا وجذابًا، هذه الثلاثية التي ترتكز عليها الشخصية… في تلك الحقبة”، ويتابع مضيفًا “كان الشكل النموذجي للشخصية على صورة رجل أبيض، لكن لا شيء يمنع من تصور جيمس بوند أسود أو من أصول آسيوية”.

أما بخصوص فكرة تولي امرأة دور جيمس بوند، فيبدو أن حظوظها للتحقق ليست كبيرة وفقًا للوكالة الفرنسية، التي توضح حديثها مشيرةً إلى أنه في فيلم “لا وقت للموت” أحدث أجزاء السلسلة السينمائية، يحاول جيمس بوند التمتع بفترة تقاعد، ويسلم شابة الشعلة من خلال منحها الرقم 007.

فقد ظهرت على الشاشة الممثلة البريطانية السوداء لاشانا لينش (33 عامًا) وهي ترتدي زي الجاسوس البريطاني لكن من دون أخذ اسمه، في مسعى لـ”تعزيز الشخصيات النسائية” من دون استبدال جيمس بوند نفسه، وفق غيوم إيفين، وقد أحدث ذلك ما يشبه صورة صغيرة دفعت الممثلة ثمنها حملة تعليقات مسيئة عبر الشبكات الاجتماعية.

وردًا على سؤال لمجلة راديو تايمز البريطانية عن هذا الموضوع، أشار كريغ إلى أن المطلوب كان “إعطاء أدوار أفضل للنساء (الممثلات) والممثلين من أصحاب البشرة الملونة”، وقال: “لماذا يجب أن تؤدي امرأة دور جيمس بوند، فيما يمكن إيجاد أدوار بالنوعية عينها كشخصية جيمس بوند يتم إسنادها إلى امرأة؟”.

ووفقًا للوكالة الفرنسية فإن الاحتمالات تبقى مفتوحة على صعيد هوية الوريث المقبل للشخصية، إذ إن الاختيار قد يقع على وجه معروف كمل حصل مع روجر مور، أو الاستعانة بممثل أقل شهرة، كما لم تُحسم جنسية الممثل، فهل يكون بريطانيًا أم أمريكيًا؟

كما أنه من بين الأسماء الأكثر تداولًا في هذا الإطار يوجد الممثل توم هاردي الذي أثبت جدارته في أعمال عدة بينها ماكس المجنون: طريق الغضب/ Mad Max: Fury Road، فضلًا عن الشخصية الشريرة في فيلم نهوض فارس الظلام/ The Dark Knight Rises إلا أن بلوغه 44 عامًا قد يكون عاملًا سلبيًا ضده، إذ يسعى المنظمون لأن يتولى الوريث المقبل للشخصية هذا الدور حتى 2030 – 2035.

وختمت الوكالة الفرنسية تقريرها مشيرةً إلى أن مثل هذه الخيارات ستبعث برسالة في قطاع السينما الذي يجري مراجعة ذاتية بشأن الصور النمطية، فقد أثارت فرضية إسناد الدور إلى الممثل البريطاني الأسود إدريس إلبا، والتي حظيت بتأييد النجم بيرس بروسنان الذي أدى الشخصية سابقًا تعليقات عنصرية كثيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي.