أعلنت شركة نتفليكس، عملاق البث الرقمي، أن ميزة الاشتراك المدعومة بالإعلانات ستنطلق في الولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، ومناطق جغرافية محددة، على أن تكون أرخص بـ3 دولارات عن قيمة الاشتراك الحالية (9.99 دولار أميركي) في الولايات المتحدة، وفقًا لمجلة فارايتي التي أبلغت عن الخبر لأول مرة.
وبعد سنوات من رفض مجلس الإدارة تضمين العروض التي تبثها المنصة إعلانات تجارية، قالت نتفليكس إن الميزة الجديدة ستنطلق في مطلع نوفمبر القادم في دول: الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أستراليا، البرازيل، كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، كوريا الجنوبية، إسبانيا، وبريطانيا، بينما لم تعلن عن موعد إطلاقها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكن عادة ما يستغرق وصول أي ميزة جديدة إلى المنطقتين من 6 إلى 12 شهرًا على أقل تقدير.
وبحسب رئيس قسم العمليات في نتفليكس، غريغ بيتر، فإن الأعمال التي سيتمكن الجمهور من مشاهدتها ضمن هذه الميزة ستكون محدودة بسبب تقييد الترخيص في بعض البلدان، ووفقًا لكل بلد سيكون ما يقرب من 5 إلى 10 في المائة من الأعمال غير متاحًا للجمهور، بالإضافة إلى عدم تمكّن المشتركين/ات من تحميل الأعمال على أجهزتهم للمشاهدة لاحقًا.
وستتراوح مدة الإعلان الواحد الذي سيظهر ضمن أي عمل من 15 إلى 20 ثانية، ويبلغ متوسط الفترة الزمنية للإعلانات التي ستظهر في أي عمل من 4 إل 5 دقائق في الساعة، وسيتم عرضها قبل وأثناء مشاهدة العروض التلفزيونية والسينمائية، ومع ذلك، فإن الإعلانات ستظهر فقط في بداية الأفلام الجديدة من أجل “الحفاظ على التجربة السينمائية”، بحسب ما أخبر بيتر المجلة الأميركية.
وسيحتاج أصحاب الاشتراكات في الميزة الجديدة إلى إدخال تاريخ ميلادهم، بالإضافة إلى نوع الجنس، والبيانات الديموغرافية، لأن الشركة تخطط لاستخدام هذه البيانات في عملية استهداف الإعلانات للمشتركين/ات، وتتيح الميزة لعملائها المعلنين اختيار 10 أعمال في كل دولة لعرض إعلاناتهم، وكذلك اختيار تصنيف الأعمال (دراما، حركة، رومانسية) التي ستظهر فيها إعلاناتهم.
ومع ذلك، فإن نتفليكس لن تتمكن في المرحلة الأولى لإطلاق هذه الميزة من عرض الإعلانات وفقًا لبيانات المشتركين/ات، باستثناء اختيار الدول، كما سيتمكن العملاء من اختيار عدم ظهور إعلاناتهم في المحتوى الموجه للبالغين/ات، والذي قد يتعارض مع علامتهم التجارية، ويقول بيتر إن العملاء يمكنهم اختيار عدم ظهور إعلاناتهم ضمن العروض التي تحتوي على “الجنس، العري، و العنف”، وسيظهر الإعلان لكل مشترك/ة 3 مرات يوميًا، ومرة واحدة في الساعة.
وقدمت نتفليكس موعد إطلاق هذه الميزة من صيف 2023 إلى نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، بعدما أعلنت الشركة المنافسة ديزني، عملاق الترفيه العالمي، أن منصة ديزني بلس ستطلق الميزة ذاتها في يوم 8 ديسمبر (كانون الأول) القادم، في خطوة ستنقل السوق التنافسية لخدمات البث المباشر إلى مستوى ثان سيغير من نمط التسويق التجاري الذي كان يقتصر على التلفزيون.
في الوقت الراهن تستحوذ منصة يوتيوب على الحصة الأكبر من الإعلانات بين جميع خدمات البث المباشر، فقد بلغت إيراداتها 28.8 مليار دولار في عام 2021، وعلى الرغم من إطلاق المنصات المنافسة مثل بيكوك، باراماونت بلس، إتش بي أو ماكس، وديسكوفري بلاس صيغًا مشابهة لهذه الميزة، لكنهم ليسوا بحجم المنصتين بسبب وصولهم إلى مناطق جغرافية محددة أو البث داخل الولايات المتحدة وكندا فقط، على عكس نتفليكس التي لديها 220 مليون مشترك/ة على مستوى العالم، وكذلك ديزني بلس التي لديها 152 مليون مشترك/ة أيضًا.
ويرى المحلل في سامبا تي في، دالاس لورانس، أنه “ستفتح عمليات الإطلاق هذه أكبر مساحة إعلانية متميزة منذ أكثر من جيل”، بينما يتوقّع المحلل في إنسايدر إنتيليجنس، روس بينيس، أن تصل عائدات الإعلانات عبر خدمات البث إلى 30 مليار دولار في غضون عامين في الولايات المتحدة وحدها، ومن المحتمل أن تصل إلى ضعف هذا المبلغ على الأقل على مستوى العالم، على ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
كما ذكرت الوكالة الفرنسية أنه بحسب وثيقة داخلية نقلتها صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، تعوّل نتفليكس على جذب 40 مليون مشترك/ة للميزة الجديدة بالإعلانات بحلول الربع الثالث من عام 2023، ووفقًا لفارايتي الأميركية فإن نتفليكس تتوّقع أن يصل عدد المشتركين/ات إلى 4.4 مليون بحلول نهاية العام الجاري، وأضافت بأن حالة من التفاؤل تسود داخل سوق وول ستريت بشأن الأفاق طويلة المدى لميزة نتفليكس المدعومة بالإعلانات.