مكاي ودي كابريو ولورانس يتحدثون عن كواليس تصوير فيلم “Don’t Look Up”

لا تنظروا إلى السماء

ماذا لو اكتشفت أن مذنبًا ينطلق في مسار تصادم مع الأرض؟ وماذا لو لم يكن هناك من يبالي حقًا؟ هذه هي الفكرة الرئيسية في فيلم الخيال العلمي الكوميدي لا تنظروا إلى السماء/Don’t Look Up القادم على نتفليكس من تأليف وإخراج آدم مكاي الحائز على جائزة الأوسكار.

يستخدم الفيلم فكاهة الخراب والفوضى للتعبير عن بعض من أكثر العناصر عبثية وغرابة في اللحظة الحالية التي نحياها ويبرزها بشكل جلي، وهو من بطولة الممثلة الأوسكارية جينيفر لورانس، والممثل الأوسكاري ليوناردو دي كابريو، في دور عالميّ فلك مبتدئين يتعيّن عليهما بدء رحلة إعلامية ضخمة من أجل تحذير البشرية من اقتراب مذنب سيدمر كوكب الأرض.

في هذه المقابلة التي نشرها الموقع الرسمي لنتفليكس يتحدث مكاي بالاشتراك مع دي كابريو ولورانس عن مصادر الإلهام للفيلم، والارتجال في موقع التصوير، وطاقم العمل الحافل بالنجوم، وهو من الأفلام التي سيكون لها عرض خاص في صالات سينما محددة في 10 ديسمبر/كانون الأول القادم، على أن يكون متاحًا على منصة نتفليكس في 24 من الشهر عينه، وهو من الأعمال السينمائية التي رصد فريق مينا سبوت أن تكون ضمن قائمة الأفلام التي تنافس على جائزة الأوسكار للعام القادم.

ما هي بعض مصادر الإلهام في هذا العمل؟

آدم مكاي: كنت أعلم أن الفيلم يجب أن يكون مضحكًا على نحو صاخب، وليس فقط ذكيًا أو ساخرًا، لذلك تفكّرت في بعض من أعظم الأعمال الكوميدية على مرّ العصور، مثل مكتب الفضاء/Office Space والولادة من جديد/Idiocracy التي تعكس حقًا الطريقة الغريبة التي نعيش بها في العالم الحديث، وكلا الفيلمين من إبداع مايك جادج وقد كانا بمثابة النور الذي أنار لي الدرب.

وعلاوة على ذلك، استفدت أيضًا من أفلام أخرى مثل دكتور سترينجلوف/Dr. Strangelove، شبكة/Network، وذيل الكلب/Wag the Dog، لطالما كنت مفتونًا بفكرة إيجاد طريقة لتغليف هذه التهديدات العملاقة المحدقة والتي نواجهها في عالمنا المعاصر في قالب ممتع بعض الشيء.

ما الذي جذبك إلى الفيلم؟

جينيفر لورانس: لطالما أردت العمل مع آدم مكاي، فأنا من أشد معجبيه. وعندما قرأت النص، وجدته عبقريًا، وقد يكون هذا هو أطرف نص قرأته على الإطلاق، واعتقدت عندها أنها طريقة مؤثرة لإيصال مثل هذه الفكرة المهمة، وهي فكرة أن الناس لا ينبغي أن يتقاتلوا باسم العلم، بل ينبغي علينا أن نخوض هذه الحرب الجماعية معًا لإنقاذ البشرية.

ليوناردو دي كابريو:  آدم مكاي هو مخرج كنت أرغب في العمل معه منذ زمن طويل؛ تعجبني قدرته على الجمع بين الكوميديا والقضايا ذات الصلة بشكل لا يصدق، لا سيما في هذا الفيلم الذي يعبر عن أزمة المناخ، لذلك كان هذا الفيلم بمثابة فرصة فريدة للعمل مع شخص سمح لنا جميعًا كممثلين بالمساهمة والارتجال، وآدم هو شخص يحترم رأي الجميع ويسمح لك كممثل أن تسيّر المشهد في أي اتجاه تراه مناسبًا.

كيف حضرتما نفسيكما للدور؟

لورانس: تحدّثت إلى عالمة فلك رائعة تدعى إيمي مينزر؛ انتابني الفضول في البداية حول شكل حياة عالمة فلك لأن عددهن أقل بكثير من عدد العلماء الذكور، وحاولت أن أعكس ذلك على شكل شخصية كيت، والملابس التي ترتديها، وسلوكها وتصرفاتها، حاولت التعرف على علم الفلك أيضًا، لكني لا أعرف المقدار الذي ما زلت أحفظه، بالطبع، تعلم ليو (دي كابريو) كل الأمور المتعلقة بالفلك.

دي كابريو: إيمي مينزر هي مستشارتنا وعالمة الفلك التي أجريت معها مئات المحادثات، لقد ساعدتني بشكل لا يصدق في لعب دور الدكتور راندل ميندي، وفي التعبير عن هذا العلم كما لو كنت كارل سيغان وهو يتحدث عن ماهية علم الفلك، وما يعنيه أن تكون عالم فلك، وماهية الأمور التي تبحث عنها كعالم فلك، ومغزى كل ذلك بالنسبة لشخصيتي، لقد كانت إيمي أحد أهم العناصر نفعًا لشخصيتي.

مكاي: كانت إيمي رائعة بشكل يفوق الوصف، لقد كانت مكونًا رئيسيًا في هذا الفيلم بكلّ ما تحمل الكلمة من معنى، كانت تتحقق باستمرار من صحة السيناريو، وبصراحة، لا أستطيع أن أتخيل أنه كان بوسعنا إنجاز هذا العمل دونها، وفوق كل ذلك، كانت تتمتع بروح الدعابة، لقد سمعت منذ فترة أنها شاهدت الفيلم، وأنه أثار حماستها، وبطريقة ما، قد يكون هذا هو رد الفعل الذي أقدره أكثر من أي شي آخر، لأن العلماء يتعرّضون لمثل هذا الهجوم هذه الأيام، وما أثار حماسي هو حقيقة أنها شعرت أن صوتها مسموع بعد مشاهدتها الفيلم.

كيف كانت تجربة العمل مع آدم مكاي؟

لورانس: إنه كاتب كوميدي لذا فهو لا ينفك عن ابتكار الفكاهة في لحظتها، استمتعت جدًا بسماع الدعابة المضحكة تلو الأخرى.

دي كابريو: يا إلهي، لطالما كنت معجبًا بأعماله منذ فيلم المذيع ومن ثم إخوة غير أشقاء/Step Brothers وصولًا إلى نائب/Vice، وأدهشني رؤية هذا التحوّل في كيفية تعامله مع هذه القضايا السياسية المعقدة جدًا، لكنه احتفظ في ذات الوقت بالنغمة  الكوميدية المظلمة والذكية في الكثير من أعماله؛ من نواح كثيرة، يعتبر هذا الفيلم الثمرة الكاملة وخلاصة ما قدمه بشكل موضوعي ونغمي في أفلامه، ونظرًا لعدم امتلاكي للكثير من الخبرة في هذا المجال، فقد ساعدني آدم كثيرًا وأرشدني في كيفية موازنة العناصر الكوميدية في هذا الدور.

هل ارتجلتما خلال أي من المشاهد الخاصة بكما؟

لورانس: كان هناك الكثير من الارتجال في الفيلم، جعلنا آدم نشعر بحرية كبيرة في التصرف بالطريقة التي نراها مناسبة.

دي كابريو:  أعطانا آدم فرصة ممتعة لتجربة أي شيء؛ لذلك، منذ البدايات المبكرة، طورت أنا وجين (لورانس) شخصيتينا على الكاميرا، وهو ما قمنا به من خلال الكثير من الارتجالات المختلفة، كان هناك العديد من الممثلين الآخرين الذين حضروا ومُنحوا الفرصة للغوص في شخصياتهم، كان من الرائع العمل جنبًا إلى جنب مع هذه المواهب الرائعة.

مكاي: لديهم جميعًا إحساس رائع بالخط العاطفي لشخصياتهم. لأن إحدى أهم الأوجه التي ترى بها (الممثلات و) الممثلين يخطئون في الارتجال هي أنهم يبدؤون فجأة في فعل أشياء لا تتفق مع شخصياتهم، تراهم يبدأون في فعل أشياء بعيدة كل البعد عن نغمة النص؛ ما يعجبني في (الممثلات و) ممثلين مثل (بطلات و) أبطال هذا العمل هو أن لديهم بوصلة داخلية في هذا الخصوص، لم يخرج أي منهم عن حدود الواقع، وعلى الرغم من أن البعض قد يرى بعض هؤلاء (الممثلات و) الممثلين عاطفيًا بصورة مفرطة، إلا أنهم كانوا رائعين في الارتجال، دخل كل واحد منهم مباشرة في جو العمل وبدأ بالتحليق.

هل يمكنك إعطاء بعض الأمثلة على ذلك؟

دي كابريو: أتذكر أنني كنت أمشي في موقع التصوير، وبدا أن تايلور بيري وكيت بلانشيت يمتلكان بالفعل ديناميكية برنامج حواري مذهل كما لو كانا يعملان معًا منذ عقود، لقد ارتجلا الكثير من النكات معًا، لا أعرف كم تدربا على ذلك مسبقًا، ولكني أتذكر أنها كانت ديناميكية واقعية بشكل مذهل، وكانا مستغرقين في شخصيتيهما، وكان من المدهش جدًا أن نكون شاهدين على ذلك.

ماذا عن جونا هيل وميريل ستريب اللذين تجمعهما الكثير من المشاهد معًا؟

دي كابريو: لم أعمل مع ميريل ستريب منذ أن كان عمري 18 عامًا، وأذكر أنها قدمت واحدًا من المونولوغات المذهلة، لذا فإن مشاهدة إتقانها لعملها كممثلة كان بمثابة هدية حقيقية بالنسبة لي، فما بالك حين توجد في غرفة واحدة مع جونا هيل، الذي عملت معه وأراه أحد أعظم الممثلين الارتجاليين في العالم، لقد كان ذلك ملهمًا بحق. لقد أتقنا شخصيتيهما وقدماها على أنها شخصيتان لقائدين مختلّين تمامًا وغير موثوقين، وهو ما كان دافعًا كبيرًا بالنسبة إلى جين (لورانس) ولي ولبقية طاقم الفيلم؛ كان من الرائع أن ألتقي بهما.

لماذا تعتقدين أن الكوميديا والترفيه هي أدوات فعّالة للتواصل مع القضايا الاجتماعية؟

لورانس: إنها تجعل شيئًا يصعب الحديث عنه، مثل تغيّر المناخ، يبدو مرحًا ومضحكًا، وتشير في نفس الوقت إلى الحقائق المحرجة داخل كل واحد منا، وهي تخلق مساحة تخلو من اللوم يمكننا من خلالها النظر إلى قضية ما والضحك عليها بدلًا من توجيه أصابع الاتهام إلى بعضنا.

مكاي: أثناء تصوير هذا الفيلم، شعرتُ بأن كل شخص تنفس الصعداء بشكل جماعي وشعرنا أنه يمكننا أخيرًا أن نضحك بعد الجنون الذي حدث في آخر عامين (أو ربما في آخر 20 عامًا)، وهذا لا يعني أن الضحك هو الطريقة الوحيدة للتعامل مع الأوقات المربكة أو المخيفة، لكنني أعتقد أن هذا الفيلم موجه بحق لجميع الأشخاص الذين يعيشون في هذا النظام البيئي المجنون ويريدون فقط أن يضحكوا على ذلك وربما العثور على حل لبعض المشاكل الأساسية في غضون ذلك، وفكرت عندها، هل يمكننا على الأقل فعل ذلك؟

 


مينا سبوت

التاريخ: 20 نوفمبر 2021










الرابط المختصر: