أكدت تقارير صحفية مختلفة أن أحدث أفلام مارفل استديو الأبديون/Eternals للمخرجة الأمريكية من أصول صينية كلوي تشاو الذي بدأ عرضه العالمي الأول في صالات السينما العالمية، اليوم الجمعة، قد تم حظره في معظم دول الخليح، بالإضافة إلى اتخاذ الصين قرارًا مماثلًا بحظر الفيلم في صالات السينما، في الوقت الذي رفضت ديزني التعليق على الموضوع.

مجلة هوليوود ريبورتر الأمريكية أشارت إلى أن مارفل استديو لن تعرض فيلم المغامرة والحركة “الأبديون” في صالات السينما في دول السعودية والكويت وقطر، بعدما كان مقررًا طرحه في منطقة الخليح في الـ11 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وأضافت أن الرقابة المحلية في الدول الثلاث طالبت ديزني بحذف مشاهد محددة من الفيلم، وهو الأمر الذي رفضته شركة الترفيه العالمية، في حين لا يزال “الأبديون” ضمن قائمة العروض السينمائية القادمة في الإمارات العربية المتحدة، وكذلك لبنان ومصر حتى لحظة إعداد التقرير.

وبحسب ما نقلت مجلة الأمريكية فإن المصادر رجحت أن سبب منع الفيلم يعود إلى وجود زوجين من الجنس عينه في أول ظهور يسجل لبطل خارق مثلي الجنس في عالم مارفل السينمائي، حيثُ يظهر في أحد المشاهد بريان تيري هنري (يؤدي دور فاستوس) وهاز سليمان (يؤدي دور بن) يقبلان بعضهما قبلة عاطفية.

رجحت مجلة هوليوود ريبورتر أن سبب منع “الأبديون” في معظم دول الخليج يعود إلى وجود زوجين من الجنس عينه في أول ظهور يسجل لبطل خارق مثلي الجنس في عالم مارفل السينمائي

وأوضحت هوليوود ريبورتر في تقريرها أن كثيرًا ما يتم حظر الأفلام التي تتضمن أي مشاهد مرتبطة بمجتمع الميم-عين حيثُ لا يزال يُنظر للمثلية الجنسية في جميع دول الخليج على أنها غير قانونية، والعام الماضي تم حظر فيلم الرسوم المتحركة أونورد أو الشقيقان/Onward الذي أنتجته شركة بيكسار في دول الكويت وعمان وقطر والسعودية بسبب سطر واحد ورد في سيناريو الفيلم يشير إلى علاقة مثلية.

كما ذكرت مجلة ديدلاين الأمريكية أن “الأبديون” الذي سجل في اليوم الأول من عرضه العالمي 7.6 مليون دولار لن يكون متاحًا في دولتي البحرين وسلطنة عمان أيضًا، وأضافت المجلة الأمريكية موضحة أنه على الرغم من عدم تحدث صالات السينما في هذه الدول أو استديوهات ديزني عن سبب حظر الفيلم، فإن هيئات الرقابة في السعودية والبحرين وسلطنة عمان طالبت ديزني بحذف المزيد من المشاهد الحميمية، الأمر الذي لم توافق عليه ديزني، مما استدعى الدول السابقة عدم إصدار شهادات التوزيع الخاصة بالفيلم.

وقالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية إن حظر “الأبديون” في السعودية يأتي في الوقت الذي تتحضر لإطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وهو حدث سينمائي تعهد لشركات الإنتاج بعدم إجراء أي عمليات تحرير أو تغييرات على الأفلام التي ستشارك في المهرجان بدون موافقة خطية من الجهات المنتجة.

لوس أنجلوس تايمز أضافت في تقريرها أن هيئة تطوير وسائل الإعلام في سنغافور حددت مشاهدة “الأبديون” في صالات السينما لمن تزيد أعمارهم على 18 عامًا، وأرجعت الهيئة موقفها إلى مشهد القبلة بين هنري وسليمان، كما رجحت المجلة الأمريكية أن يتم حظر الفيلم في الصين التي تعتبر أكبر سوق للسينما في العالم، مشيرةً إلى أن سبب الحظر الانتقادات التي وجهتها تشاو للصين في مقابلة ناقشت فيها نشأتها في الصين.

وكانت الصين قد حظرت فيلم شانج شي وأسطورة الخواتم العشرة/Shang-Chi and the Legend of the Ten Rings من العرض في صالات السينما على الرغم من أنه أول فيلم يقوده بطل خارق آسيوي في عالم مارفل السينمائي، وقالت لوس أنجلوس تايمز إن سبب الحظر هو الانتقادات التي وجهها بطل الفيلم سيمو ليو للصين في تصريحات سابقة.

وإلى جانب مشهد القبلة التي كان أبطالها هنري وسليمان، فإن فيلم “الأبديون” الذي يحمل الرقم الـ26 في عالم مارفل السينمائي، يعتبر أول فيلم يضم مشهدًا حميميًا كاملًا على الشاشة، وبحسب ما نقلت مجلة فارايتي الأمريكية فإن الفيلم رغم أنه من بطولة جماعية، لكن قصته تدور حول سيرسي (تؤدي دورها جيما تشان) وإيكارس (يؤدي دوره ريتشارد مادين)، وهما بطلان خارقان وقعا في الحب منذ ثلاثة آلاف عام خلال حقبة الإمبراطورية البابلية، قبل أن يكملوا قصة حبهما على الشاشة في مشهد صوّر بين الصخور تحت أشعة الشمس.

تشاو في مقابلة مع هوليوود ريبورتر أجابت عن سؤال مرتبط بالمشهد الحميمي بالقول: “كان هذا في استعراض النقاش الذي قرأته منذ البداية. كانت في مكانها. كنا نعلم أنها رواية قصة حب ناضجة (للكبار)”، وتابعت موضحة أنها “قصة حب تمتد على مدى آلاف السنين، إن عدم القيام بهذا النوع من المشاهد الحميمة أمر غير طبيعي بالنسبة لي. وكان الجميع يوافقونني الرأي”، ومضت بالقول إنه: “بمجرد تصويره وتحريره (المشهد)، عرضناه على بعض الأشخاص لمعرفة ردود أفعالهم”.

وحول أسباب عرض المشهد على بعض الأشخاص قالت تشاو: “أردنا إن نتأكد من أنه سيكون ذو معنى بالنسبة للفيلم وبالنسبة للجمهور”، وتابعت موضحة أن الأشخاص الذي شاهدوا المشهد الحميمي بالإضافة إلى إدارة ديزني وصفوا المشهد بأنه “إظهار جميل للحب”، مضيفة أنه بالنسبة “للطريقة التي أداها ممثلونا (تشان ومادين) معًا، وبالطريقة التي تتناسب مع الحالة المزاجية وموضعها في الفيلم، كان لسان حال الجميع [لنفعلها]”، وختمت إجابتها على السؤال موضحة ” كنت أنا الشخص الذي لسان حاله “هل هو مشهد جيد؟ أيمكننا أن نفعل هذا؟” ولكن الجميع كانوا داعمين”.

ويضم الفيلم طاقمًا متنوعًا ينتمي إلى مجتمعات مختلفة بما في ذلك، الممثل اللبناني هاز سليمان، والممثلة المكسيكية سلمى حايك، إلى جانب لورين ريدلوف (تؤدي دور ماكاري)، وهي أول ممثلة أمريكية صماء تؤدي دور بطلة خارقة في عالم مارفل السينمائي، فضلًا عن تسجيله ظهور خاص للطفل السوري زين الرفاعي، وتتجه التوقعات إلى أن عالم مارفل السينمائي بعد “الأبديون” سيكون مختلفًا عن الأفلام الـ25 السابقة.

أجابت كلوي تشاو عن سؤال مرتبط بالمشهد الحميمي الذي ظهر في “الأبديون” بالقول: “إن عدم القيام بهذا النوع من المشاهد الحميمة أمر غير طبيعي بالنسبة لي”

وبحسب ما رصد موقع مينا سيوت فإن “الأبديون” بعد أن كان موقع موقع روتن توميتوز بالاشتراك مع موقع IMDB قد حظرا التصويت على تقييم الفيلم قبل عرضه بسبب قُبلة هنري وسليمان، وبعد عرضه العالمي الأول ارتفع تقييمه على IMDB من 6.5 إلى 6.8 من 10، بينما انخفض تقييمه في المراجعات النقدية على روتن توميتوز إلى 51 بالمائة من أصل 226 مراجعة نقدية، بعدما كانت 53 بالمائة من أصل 194 مراجعة نقدية، فيما حصل على تقييم بنسبة 86 بالمائة من الجمهور على الموقع عينه، علمًا أن نسب التقييم ليست ثابتة.

وتدور قصة فيلم “الأبديون” حول 12 بطلة وبطلًا خارقًا من المخلوقات الفضائية الخالدة تعيش متخفية وسط البشر على الأرض منذ سبعة آلاف عام، لكن بعد أحداث المنتقمون: نهاية اللعبة/ Avengers: Endgame ، تجبرهم مأساة غير متوقعة على الخروج من الظل للاتحاد ضد أعداء البشرية الأقدم “المنحرفون”.

وعلى عكس أفلام مارفل استديو السابقة التي طرحت عبر منصة ديزني بلس وصالات السينما في وقت واحد، فإن “الأبديون” سيصدر ضمن إصدار مسرحي خاص على مستوى العالم، على أن يكون متاحًا عبر ديزني بلس بعد 45 يومًا من إصداره المسرحي، ويأتي ذلك ضمن استراتيجية ديزني الجديدة بعد الانتقادات التي واجهتها من مدراء صالات السينما بسبب إصدار أفلامها عبر خدمة البث التدفقي، مما أثر سلبًا على إيرادات شباك التذاكر.