تنطلق قصة سلسلة الفانتازيا “The Last of Us” من مقدمة مخيفة لحديث بين خبيري أوبئة في برنامج حواري يدور في عام 1968. يتناقش الخبيران حول إمكانية انتقال الفيروسات “جوًا، عبر الهواء”، لكن لخبير الأوبئة نيومان (جون هانا) رأي أكثر سوداوية حول تهديد الفطريات المسمومة التي تلوح في الأفق.
يوضح نيومان فكرته بأن هناك بعض الفطريات التي لا تسعى إلى القتل بل إلى السيطرة، مستدلًا على ذلك بأننا نحصل على مخدر الهلوسة LSD من الفطر الطفيلي “إرغوت” (عاكوب) و”السيلوسيبين”، يقول: “الفيروسات قد تمرضنا، لكن الفطريات تستطيع تغيير عقولنا”.
يشرح نيومان فكرته بشكل مفصّل، ويذكر أن أحد أنواع الفطريات الذي يصيب الحشرات عندما يدخل إلى دماغ النملة يبدأ بتوجيه سلوكها مثل محرك الدمى. لكن الأكثر سوداوية في حديثه هو أن هذه الفطريات في حال طوّرت نفسها وتكيفت مع درجات الحرارة المرتفعة، فإنها تستطيع السيطرة على البشر والتحكّم بأفعالهم.
يقول نيومان: “الفطريات لا يمكنها أن تعيش إذا كانت درجة حرارة المضيف الداخلية أكثر من 34.5 درجة مئوية، وحاليًا ليس هناك سبب لتطور الفطريات بحيث تتحمل درجات حرارة أعلى. لكن ماذا إن تغير ذلك؟ ماذا لو أصبحت درجة الحرارة أعلى؟ حسنا، عندها سيكون هناك سبب للتطور. إذا تحول جين واحد”.
يمضي هيومان بذكر أنواع الفطريات التي يمكنها تطوير نفسها لتتكيف مع درجات الحرارة المرتفعة، وإذا تحول جين واحد منها “قد يصبح قادرًا على الوصول إلى أدمغتنا، والسيطرة ليس على الملايين منا فقط، بل على المليارات. مليارات الدمى بعقول مسممة تركز بشكل دائم على هدف واحد موحد، وهو نشر العدوى إلى كل إنسان حي بأي وسيلة حقيقية”، دون أن يكون لها علاج.
بعد هذه المقدمة المخيفة نسمع موسيقى سودواية ترتفع نغمتها تدريجيًا يتداخل معها سؤال المحاور موراي (جوش برينر) مع تعابير وجه شاحبة: “إذًا، إذا حدث ذلك…”، ليرد نيومان بكلمة واحدة: “سنخسر”، إجابة تجعل موراي يذهب إلى فاصل، بينما يخيم الصمت على الحضور في الاستديو.
في المشهد الافتتاحي للحلقة الثانية ندرك معنى الخسارة التي قصدها نيومان. مشهد فلاش يأخذنا إلى جاكرتا، عاصمة أندونيسيا في عام 2003، عندما تكتشف عالمة الفطريات إيبو راتنا (كريستين حكيم) بعد اكتشافها إصابة امرأة متوفاة بعدوى “كورديسيبس”. تجيب راتنا وهي ترتجف خوفًا عندما يسألها الضابط عن العلاج: “اقصفوا المدينة، وكل من فيها”.
الكاتب والمنتج التنفيذي للمسلسل، كريغ مازن، تحدث في حلقة “Making Of: The Last of Us” عن مخاوفه من عدوى الفطريات المسمومة على مستقبل البشرية، على الرغم من لا يمكن للفطريات أن تعيش داخل جسم الإنسان، بما في ذلك فطر “كورديسيبس” الذي يتسبب بنهاية العالم في المسلسل، لكن من الناحية العلمية فإن ذلك يمكن حدوثه فعلًا.
يقول مازن: “إن الرؤية العلمية التي يقدمها المسلسل للناس مبنية تمامًا على الواقع. فذلك الفطر حقيقي، ويفعل ذلك في الحشرات، وإذا استطاع أن يصيب البشر، فذلك ما سيحدث. إنه أمر مرعب. نريد أن يشعر الناس بحقيقة العلم هنا”.
ينضم جيفري بيرس الذي يؤدي دور باري وتومي في لعبة الفيديو – المقتبس عنها المسلسل – إلى مازن للحديث عن تأثير فطر “كورديسيبس”، موضحًا أن “ما يفعله ذلك الفطر هو أنه يلتصق بجذع دماغ النملة، ويسيطر على حركة جسمها، ثم يهاجم بقية مستعمرة النمل، وينشر المرض ويفترس النمل الآخر”.
يعود مازن للحديث مضيفًا أن “الفطر كلمة مضحكة لكنه ينطوي على أكثر مما ندرك، فتقريبًا في أي مكان نرى فيه عشبًا هناك فطر تحته”، ويشير مازن إلى أن أحد التغييرات التي اتفق عليها مع المخرج والمنتج التنفيذي المشارك نيل دركمان، وهو مبتكر لعبة الفيديو أيضًا، كانت حول انتشار الفطر.
يقول مازن: “بدأنا ندرس شيئًا اسمه [الغزل الفطري]، وهي عبارة عن خيوط يتكون منها الفطر، وإذا دخلت تلك الخيوط في حشرة على سبيل المثال تحاول شق طريقها نحو دماغ الحشرة”، وهو ما شاهدناه في المسلسل فعليًا، وكيف أن الفطر يستهلك دماغ المصابين حتى يقسمه إلى نصفين.
مسلسل “The Last of Us” الذي يُصنف على أنه أحد أكبر إنتاجات شبكة أتش بي أو للعام الجاري، تدور أحداثه بعد 20 عامًا من دمار الحضارة الحديثة، عندما يوافق جول (بيدرو باسكال) الناجي المتمرس، على تهريب إيلي (بيلا رمزي)، وهي فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا، من منطقة الحجر الصحي القمعية. وما يبدأ كمهمة صغيرة سرعان ما يصبح رحلة وحشية مفجعة.
حيث يتعين عليهما اجتياز الولايات المتحدة والاعتماد على بعضهما البعض من أجل البقاء على قيد الحياة في رحلة شاقة وخطرة يلتقون فيها مع الأصدقاء والأعداء في أثناء محاولتهم الوصول إلى مختبر ليستطيع العلماء دراسة دم إيلي، الفتاة الوحيدة التي تملك نوعًا ما حصانة ضد الفيروس، مما يعطيهم الأمل بأن تكون الشخص الذي يمكنه إنقاذ البشرية.
وكانت رامزي قد قالت في مقابلة مع موقع إندبندنت إن إنتاج الموسم الثاني سيحتاج لـ”بعض الوقت”، مضيفة أن عمليات التصوير ستبدأ إما في نهاية العام الجاري أو بداية العام القادم، مما يعني أن موعد عرضه سيكون إما مع نهاية عام 2024 أو بداية عام 2025.
كما أكد مازن في حوار منفصل مع موقع Screen Rant أنه لن يحصل قفزات زمنية في الموسم الثاني لـ”The Last of Us” مثل القفزات التي حصلت في الموسم الأول لـ”House of the Dragon”، موضحًا أنه ستكون هناك أحداث رئيسية تربط بين قصتي الموسمين الأول والثاني.
يمكنكم مشاهدة حلقة “Making Of: The Last of Us” والموسم الأول لـ”The Last of Us” على منصة أو أس أن بلس.
اكتشف عالم جول وإيلي من وراء الكواليس في مقابلات ولقطات حصرية
Dive into the making of the post-apocalyptic world Joel and Ellie call home. Watch now on OSN+ #OSNplus #TheLastOfUs #TheMakingOfTheLastOfUs pic.twitter.com/w3gUC7Xn21
— OSN+ (@OSNplus) March 15, 2023