حققت شركة الترفيه العالمية والت ديزني نتائج فاقت توقعات المحللين ما بين شهري أبريل/نيسان – يونيو/حزيران الماضيين في مجال البث التدفقي والمجمعات الترفيهية معًا، فيما يدل على عدم تأثر نشاطها الصيفي بالمتحور أخطر السلالات الحديثة الناجمة عن جائحة كوفيد-19 العالمية.
وكالة الأنباء الفرنسية أوضحت أن منصة البث التدفقي ديزني بلس أصبح لديها 116 مليون اشتراك، بما فاق بأشواط توقعات محللي السوق، على ما جاء في بيان لنتائج المجموعة الأمريكية نُشر، يوم أمس الخميس. وشهدت خدمة البث التدفقي هذه حوالى 12 مليون اشتراك إضافي منذ أواخر مارس/آذار، رغم ارتفاع سعره الأساسي إلى ثمانية دولارات في الشهر في أبريل/نيسان.
وكان المحللون يتوقعون أن تستقطب المنصة ما بين 113 – 114 مليون مشترك، وتتَابع هذه التطورات عن كثب لمعرفة إن كانت الخدمة ستواصل نموها رغم الخروج التدريجي من الأزمة الصحية التي ساهمت إلى حد بعيد في رواجها منذ إطلاقها أواخر 2019.
وقال إيريك هاغستروم من مجموعة إي ماركتر إنه “الآن وقد أطلقت ديزني بلس في أغلبية الأسواق الرئيسية، بدأ العمل الصعب، ولا بد من الاستمرار في استقطاب اشتراكات جديدة مع الحفاظ على هؤلاء الذين سجلوا في خدمتها”، وتابع بأن “تشكّل مجموعة أعمال ديزني للبث التدفقي أكبر منافسة لنتفليكس وتتقدّم ديزني بلس سريعًا مقتربة من الهيمنة على القطاع”.
ويُضاف إلى ذلك صدور أعمال جديدة، مثل المسلسل التلفزيوني لوكي/Loki من إنتاج مارفيل أستديو، وفيلم التحريك الأخير لمجموعة “بيكسار لوكا/Luka خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وقال مدير الشركة بوب تشيبك إن منصة ديزني بلس “تبلي بلاء حسنًا”، موضح أن المنصات المملوكة لوالت ديزني (ديزني بلس، هولو، وإي إس بي إن (EPSN)” أصبح لديها 174 مليون اشتراك، وتملك “محتويات جديدة كثيرة على وشك الصدور”، مثل الاستعراض الموسيقي قصة الحي الغربي/ West Side Story الذي أرجئ صدوه إلى ديسمبر/كانون الأول 2021.
أوقات عصيبة للسينما
وقبل سنتين، كانت ديزني تنتج محتويات للسينما والقنوات التلفزيونية، لكن عملاق الصناعات الترفيهية أصبح يتوجه مباشرة إلى جمهوره عبر البث التدفقي والصالات الخاضعة لمشيئته، وتعززت هذه الظاهرة بفعل الجائحة العالمية، وحتى بفعل المتحور دلتا الآخذة في الانتشار راهنًا.
وأقر تشيبك ذلك بقوله: “لم نكن نتوقع ذلك، كما الآخرين، فقد عادت جائحة كوفيد لتأثر تأثيرًا كبيرًا على الأسواق مع المتحور دلتا”، مذكرًا باستراتيجية المجموعة القائمة على المرونة ليتسنى لها “متابعة المستهلك أينما كان”، خصوصًا أنه “عندما ستعاود الصالات فتح أبوابها، سيكون الجمهور مترددًا في العودة”.
وعلى الرغم من تحقيق فيلم الأرملة السوداء/ Black Widow إيرادات تجاوزت 350 مليون دولار على في مختلف الدول، فضلًا عن طرحه على منصة ديزني بلس مقابل رسوم إضافية، فإن المجموعة التي تتّخذ في كاليفورنيا مقرّا لها تواجه ملاحقات قضائية من قبل النجمة سكارلت جوهانسن التي اتهمت ديزني بفسخ عقد كلفها ملايين الدولارات لأن عرض الفيلم على وسائط إلكترونية يؤثر على عائدات شبّاك التذكار.
وقال المحلّل جو ماكورماك من ثيرد بريدج إن: “تكتيكات ديزني بشأن صدور الأفلام في الصالات سيكون لها تداعيات كبيرة على القطاع”، مشيرًا إلى أن “الخبراء يقدرون أنه إذا استمرّت في إصدار الأفلام على الإنترنت وفي الصالات في الوقت عينه، فسيتقلص حجم القطاع السينمائي إلى النصف”.
عودة إلى متنزهات ديزني
وفي غضون ذلك، سجل ارتفاع في قيمة سهم ديزني في بورصة وول ستريت، ولقيت المجموعة استحسان المستثمرين مع نتائج فاقت توقعاتهم، بعدما حقّقت رقم أعمال بقيمة 17 مليار دولار، وأرباحًا بواقع 923 مليون دولار ما بين شهري أبريل/نيسان – يونيو/حزيران الماضيين، في مقابل خسارة صافية قدرها 4.7 مليار دولار في الفترة عينها من العام الماضي، عندما وجهت الأزمة الصحية ضربة قاسية إلى متنزّهاتها الترفيهية.
وفي الربع الثالث من السنة المالية المؤجلة، عاود قسمها “للمتنزهات والتجارب والمنتجات المشتقة” تحقيق الأرباح، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الأزمة الصحية، خصوصًا بفضل إعادة فتح متاجر ديزني، والرفع التدريجي للقيود في المنشآت الترفيهية في فلوريدا وكاليفورنيا.
وعلى الرغم من أن هذه المجمعات ما زالت تعمل بطاقة محدودة، غير أنها درت 4.3 مليار دولار من العائدات، في مقابل 1.1 مليار قبل سنة، غير أن ديزني بسبب انتشار المتحورة دلتا أعادت فرض ارتداء الكمامات على الزوار في الأماكن المغلقة في يونيو/حزيران الماضي.
وقال تشيبك خلال مؤتمر عبر الهاتف مع المحللين إنه بات من الأسهل إلغاء حجوزات المجموعة، لكن “بشكل عام، تخطت الحجوزات للمتنزهات بأشواط المستويات المسجلة في الربع المنصرم التي كانت لافتة بدورها”.
