المخرجات النساء يتصدّرن حفل ختام النسخة الـ78 لمهرجان البندقية السينمائي

مهرجان البندقية السينمائي

اختتمت يوم أمس السبت فعاليات الدورة الـ78 لمهرجان البندقية السينمائي بمشاركة 21 فيلمًا في المسابقة الرسمية ترشّحوا لجائزة الأسد الذهبي عن العام 2021، والتي حصل عليها فيلم الدراما الفرنسي حدث/L’événement (Happening) للمخرجة الفرنسية من أصول لبنانية أودري ديوان.

وجاء اختيار فيلم “الحدث” بعد مشاهدته من قبل لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج الكوري الجنوبي يونغ جون-هو، بينما ضمت في عضويتها الأمريكية من أصل صيني كلوي تشاو، إلى جانب الممثلة الفرنسية فيرجيني إيفرا، المخرج الإيطالي سافيريو كوستانزو، الممثلة البريطانية سينثيا إيريفو، الممثلة والمنتجة الكندية ساره غيدون، وأخيرًا المخرج الروماني ألكسندر ناناو.

وفيلم “الحدث” الذي قامت ديوان بالاشتراك مع مارسيا رومانو بكتابة حكايته المقتبسة عن السيرة الذاتية للكاتبة الفرنسية آني أرنو، تدور قصته حول تجربة أرنو خلال ستينات القرن العشرين قبل تشريع الإجهاض في فرنسا. وهو يظهر مسيرة طالبة شابة حامل تؤدي دورها الفرنسية الرومانية أناماريا فارتولومي.

ونالت ديوان جائزة أفضل فيلم في مهرجان البندقية السينمائي للعام الجاري بإجماع لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج الكوري الجنوبي يونغ جون-هو، إلى جانب الأعضاء المخرجة الأمريكية من أصل صيني كلوي تشاو، الممثلة الفرنسية فيرجيني إيفرا، المخرج الإيطالي سافيريو كوستانزو، الممثلة البريطانية سينثيا إيريفو، الممثلة والمنتجة الكندية ساره غيدون، وأخيرًا المخرج الروماني ألكسندر ناناو.

ديوان في تصريح عقب استلامها الجائزة أوضحت قائلةً إنه: “للأسف، عندما تقاربون موضوع الإجهاض ستكونون دائمًا في قلب الأحداث”، وتابعت مضيفة “أنجزت هذا الفيلم بغضب ورغبة، أنجزته من كل قلبي وروحي”، قبل أن تختم حديثها بالقول: “أردت أن يكون العمل بمثابة تجربة (…) رحلة إلى شخصية هذه الشابة”.

أما جائزة الأسد الذهبي عن فئة لجنة التحكيم الكبرى فقد ذهبت لفيلم الدراما الإيطالي يد الله/The Hand of God من تأليف وإخراج باولو سورينتينو، الحائز على جائزة الأوسكار عن فيلم الدراما الجمال العظيم/The Great Beauty، وهو من الأفلام التي قامت بإنتاجها خدمة البث العالمية نتفليكس التي حددت العرض الأول للفيلم عبر منصتها في الـ17 من ديسمبر/كانون الأول، فيما حصل الممثل الإيطالي الصاعد فيليبو سكوتي على جائزة مارتشيلو ماستروياني لأفضل موهبة واعدة عن دور فابيتو شيسا في الفيلم عينه.

تدور قصة “يد الله” حول الفتى فابيتو شيسا (يؤدي دوره فيليبو سكوتي) الذي يعيش في مدينة نابولي المتوترة في ثمانينيات القرن الماضي، حيثُ يعود سورينتينو في الذاكرة لرواية قصص مختلفة، مثل وصول أسطورة كرة القدم دييغو مارادونا، وحدوث مأساة غير متوقعة أيضًا، مما يؤدي إلى تشابك خيوط المتعة بالمأساة لتشكل مستقبل ومصير شيسا مع القدر والعائلة والرياضة والسينما والحب والخسارة.

ويمكن القول إن نتفليكس التي تبحث عن مكان لها في المهرجانات الكبرى وفق شروطها الخاصة كانت الرابح الأكبر في النسخة الـ78 لمهرجان البندقية، بعدما حصل فيلم الويسترن الرومانسي قوة الكلب/ The Power of the Dog للمخرجة النيوزيلندية جين كامبيون، الحائزة على جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي عن فيلم الرومانسية الموسيقي البيانو/ The Piano، على جائزة الأسد الذهبي عن فئة أفضل إخراج في المهرجان السينمائي الإيطالي.

يتتبّع فيلم “قوة الكلب” المقتبس عن رواية الكاتب الأمريكي توماس سافاج التي تحمل العنوان عينه، قصة مالك مزرعة مواشي يتمتع بشخصية جذابة ويثير الخوف والرهبة في نفوس من حوله، وحين يُحضِر أخوه زوجة جديدة وابنها إلى المنزل، يعمد إلى مضايقتهما وتكدير صفو حياتهما إلى أن يشعر أنه على وشك الوقوع في الحب، وهو من بطولة بيندكت كامبرباتش وكيرستين دانست.

ومن المتوقع أن يعزز فوز كامبيون فرصها في المنافسة على جائزة الأوسكار، وبالتأكيد فإن ذلك ينطبق على ديوان وسورينتينو، بعدما أصبح المهرجان الإيطالي من المهرجانات السينمائية العالمية التي يمكنها التنبؤ بالأسماء الفائزة بجوائز الأوسكار، على خلفية فوز تشاو بجائزة أفضل فيلم عن شريطها السينمائي الدرامي رحالة/ Nomadland.

وقالت كامبيون عقب فوزها بالجائزة إنه “أمر خاص لنا نحن صناع الأفلام أن نختبر ما نحلم به مع الجمهور”، قبل أن توجه تحية خاصة لكامبرباتش تقول فيها: “لقد جاب حقًا العالم وعاد ليجد هذه الشخصية؛ ليقدم أصدق أداء”، ويعتبر فيلم “قوة القلب” الذي يناقش قضايا مرتبطة بالعقلية الذكورية، أول فيلم من إخراج كامبيون منذ 12 عامًا.

إلى ذلك حصلت الممثلة الأمريكية ماغي جيلنهال على جائزة الأسد الذهبي عن فئة أفضل سيناريو سينمائي عن فيلمها الدرامي الابنة المفقودة/ The Lost Daughter المستوحى من رواية الكاتبة الإيطالية إيلينا فيرانتي، وهو أول شريط سينمائي روائي طويل من كتابتها وإخراجها، تدور قصته حول امرأة تعود إليها ذكرياتها المرعبة والمربكة والعنيفة حول الأمومة المبكرة، بعدما وجدت نفسها مجبرة على مواجهة الخيارات الغريبة التي اتّخذتها كأمّ شابة وعواقب أفعالها، وهو من الأفلام التي حصلت نتفليكس على حقوق بثها في الولايات المتحدة.

ويأتي تصدّر الأعمال التي أخرجتها النساء قائمة الجوائز الرئيسية في المهرجان الإيطالي، بعد أربع سنوات على قضية هارفي واينستين التي أطلقت مراجعة شاملة في قضايا التحرش والتمييز ضد النساء في عالم السينما، وكان من ضمنها إطلاق حملة أنا أيضًا/Me Too، بعدما كشفت عن تعرض معظم النساء العاملات في صناعة الترفيه للتحرش في أماكن مختلفة من قبل العاملين في هذا المجال، وهو ما سلط الضوء على معاناة النساء في هذه الصناعة لسنوات طويلة.

ومنذ عام 2017، بدأت المهرجانات السينمائية الانفتاح أكثر على تجارب الأعمال السينمائية التي تقودها النساء، وفيما منح مهرجان كان السينمائي جائزته للمخرجة الفرنسية جوليا دوكورنو عن فيلمها تيتان/ Titane ذي التوجه النسوي، فإن ديوان أصبحت سادس امرأة في تاريخ المهرجان الإيطالي يفوز فيلمها بجائزة الأسد الذهبي عن أفضل فيلم.

كما حصلت الممثلة الإسبانية بينيلوبي كروز على جائزة أفضل ممثلة عن دور جانيس في فيلم أمهات مختلفات/ Parallel Mothers من تأليف وإخراج الإسباني بيدرو ألمودوبار، والذي تدور قصته حول لقاء سيدتين بالصدفة داخل غرفة واحدة في إحدى المستشفيات يريدان الإنجاب، حيثُ تقوم جانيس (كروز) بمساعد آنا (تؤدي دورها ميلينا سميت) على تجاوز مخاوفها من الأمر، مما يؤدي إلى نشوء صداقة بينهما تغير حياتهما للأبد.

في حين حصل الممثل الفلبيني جون أرسيلا على جائزة أفضل ممثل عن دور سيسوي سالاس في فيلم الدراما والجريمة في الوظيفة 2: المفقودون الثمانية/On the Job 2: The Missing 8 للمخرج الفلبيني إيرك ماتي، وتعتبر قصة “في الوظيفة 2: المفقودون الثمانية” تتمة لفيلم ماتي في الوظيفة/ On the Job الذي صدر عام 2013، حيثُ يركز في الفيلم الجديد على الفساد والرقابة الإعلامية في الفلبين بعدما أصبح الزعيم السياسي الشعبوي رودريغو دوتيرتي رئيسًا للبلاد.

وأخيرًا حصل المخرج الإيطالي ميكيلانجيلو فرامارتينو على جائزة التحكيم الخاصة عن فيلم الدراما إيل بوكو/ Il buco، وتدور قصته حول المغامرة غير العادية لمجموعة من الشباب الإيطاليين الذين اكتشفوا جميع الكهوف في شمال إيطاليا في ستينيات القرن الماضي، ثم قاموا بتحويل مسارهم إلى جنوب إيطاليا لاكتشاف جميع الكهوف غير المعروفة فيها.


مينا سبوت

التاريخ: 12 سبتمبر 2021










الرابط المختصر: